اكتشاف جديد وخبر هام للمصاين بالايدز:
نجح علماء ألمان في تخليق إنزيم بكتيري اصطناعي يقلب رأسا على عقب العملية التي يدخل بموجبها فيروس نقص المناعة (الإيدز) مادته الجينية الوراثية في الحامض النووي للخلايا المضيفة أو المصابة، مما يظهر إمكانات العلاج بإنزيمات ماثلة للتخلص من خلايا مصابة بعدوى الفيروس.
ولدى اختباره بمزرعة مخبرية من أنسجة بشرية مصابة، استطاع إنزيم تريه ريكومبينيز Tre recombinase البكتيري المحور، قص الحامض النووي لفيروس الإيدز من كروموزومات الخلايا.
أجرى هذه الدراسة فريق بحث مشترك من معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلية الجزيئية والوراثة ومعهد هنريش بيتيه للمناعة وعلم الفيروسات التجريبي بجامعة هامبورغ، ونشرت نتائجها بالطبعة الإلكترونية لمجلة سيانس، وفقا لتقرير سيانتيفيك أميريكان.
علاج جيني
بيد أن علاج أي عدوى فيروسية حقيقية بهذا الأسلوب أو غيره يتطلب إحاطة تامة بطرق الخداع والمراوغة التي يتخذها فيروس نقص المناعة، ومنها قدرته على الاختفاء ومراوغة نظام المناعة بالمكوث خاملا غير فاعل لأشهر أو سنوات في الخلايا المصابة.
والمعلوم أن فيروس نقص المناعة (HIV) يصيب بالعدوى خلايا نظام المناعة القاتلة للأمراض والمعروفة بخلايا تي، وذلك بتحويل شفرته الوراثية أو جينومه إلى حامض نووي مزدوج الجديلة، مستخدما إنزيم إنتغريز لإدخال ذلك الحامض النووي إلى جينوم خلايا تي.
ظن الباحثون أن بإمكانهم قلب تلك العملية رأسا على عقب باستخدام إنزيمات بكتيرية تقطع الحامض النووي، ومحورة بحيث تضيف أو تحذف جينات أو مورثات من الفئران وكائنات حية متعددة الخلايا.
وللمضي قدما في هذا الاتجاه، بدأ الباحثون جهودهم مع الإنزيم البكتيري كريه ريكومبينيز Cre recombinase ، الذي يقوم بتبادل أي قطعتين من الحامض النووي مجاورتين ومحاطتين قرب أي طرف بنسق معين من النوويد، أي وحدات حامض النووي جزئية، تعرف بـ“loxP”.
إزالة فيروس متكامل
ولأن فيروس نقص المناعة لا يحتوي بشكل طبيعي على مواقع لوحدات الحامض النووي الجزئية، قام الباحثون بتخليق مزيج من جزيئي حامض نووي، استخدموهما لاختيار سلسلة من إنزيمات كريه (Cre) المحورة والقادرة على التعرف على مزيج الحامض النووي.
بدوره سيقوم الناتج النهائي إنزيم تريه (Tre) بإزالة بقايا فيروس نقص المناعة من مزرعة الخلايا العنقية البشرية. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إزالة فعلية لفيروس متكامل من الخلايا المصابة.
لقد جاءت النتائج واعدة، لكن يتحتم على الباحثين أن يتأكدوا من أن إنزيم تريه بطيء الفعل يستطيع العمل فعلا ضد سلالات حقيقية من فيروس نقص المناعة، وأن يتوصلوا إلى أسلم وأدق طريقة لتقديمه للمرضى في صورة جين وإعطائه الوقت اللازم لاقتلاع الفيروس.
وقد جاء في افتتاحية مجلة سيانس المرافقة لهذه الدراسة أن الباحثين يريدون العثور على طريقة لإرسال إنزيمات تريه إلى عدد صغير من خلايا تي المناعية الحاملة للفيروس بدون إنتاج جزيئات فيروسية جديدة، تتيح لفيروس نقص المناعة الاختفاء من ملاحقة نظام المناعة ومراوغة العقاقير المضادة للفيروسات.
------------------------------------------